أراء حرة

“داعش” رفضه المسلمون وحاربوه قبل غيرهم

بقلم/ تيم محمد

أعلن تنظيم الدولة الإرهابية “داعش” منذ قيامه عن إقامة دولة خلافة إسلامية تقيم شرع الله في المدن والمناطق التي يسيطر عليها، على أن يحكم الناس بالعدل، وادعى هذا التنظيم منذ ظهوره أنه يصبوا إلى تأسيس دولة خلافة على منهاج النبوة، تسير على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتحكم بما شرع الله عدلا ورحمة ورأفة بين الناس، فكل هذه الشعارات والإدعاءات لا يرفضها المسلمون أو على الأقل جزء كبير منهم يريد دولة إسلامية عادلة يُطبق فيها شرع الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، دولة العدل والمساواة دولة الحق التي تقدس الإنسان وتصون دمه وماله وعرضه وتحترم آدميته، دولة ناصرة للمظلومين أيًا كان دينهم أو عقيدتهم أو مذهبهم تعاملهم على أنهم بشر لهم حقوق وعليهم واجبات، وبناء على كل ذلك يفترض أن المسلمون هم من يجب أن يدعموا ويؤيدوا هذه الدولة المزعومة وأن يقبلوا بها بحفاوة وبرضى دونما إجبار أو فرض لأنها مطلب وأمل لكثيرين.

لكن، لماذا رفض المسلمون هذه الدولة، رغم شعاراتها، لماذا رفضتها المجتمعات والمناطق والمدن التي يسكنها المسلمون قبل غيرها من المدن والمناطق التي يقطنها أصحاب الأديان والأطياف الأخرى من مسيحية ويهودية وبوذية، فضلا عن اللادينيون والملحدون والوثنيون، لماذا لم يرحبوا بهذه الدولة ويدعموها، بل على العكس من ذلك تمامًا حشدوا لهذا التنظيم وقاوموه بالسلاح تارة لمن استطاع حمله حيث دارت معارك وتدور حتى الآن في عدد من المدن الليبية والسورية والعراقية ضد هذه الفئة التي كادت تفتك بالبشر في كل مكان وجد فيه هذا التنظيم، وغيرهم من جابه وواجه هذا التنظيم الإرهابي بالقلم وعبر وسائل الإعلام حيث ردوا على كل حججهم وكذبهم لتبيان ضلالهم وفجورهم وغلاظتهم، هذا التنظيم لفظته المجتمعات الإسلامية قبل غيرها، أعلنت وناصبت له العداء منذ إعلانه وفي المقابل نكل عناصر هذا التنظيم “المتأسلم” الإرهابي بأهل الإسلام قبل غيرهم وقتلهم وطردهم وشردهم في الصحاري والفيافي، أليسوا تنظيمًا يريد تطبيق شرع الله فكيف يرضى عناصره بالقتل والتشريد والتنكيل بالمسلمين، أليست دولة العدل فكيف يرضوا بكل هذا الظلم والضيم على المسلمين قبل غيرهم.

رفض المسلمون هذا التنظيم بسبب ما رأوه والعالم أجمع من أفعال وإجرام باسم الإسلام، قطعٌ للرؤوس تمثيل بالجثث تشفي غلو انتقام، سجن وإخفاء قسري، تعذيب وتلذذ، سرقة ونهب استيلاء ظلم جور، وكل تلك الأفعال الإجرامية كان يمكن تفاديها، كل العالم صدم من المشاهد التي يبثها التنظيم الإرهابي عبر بواباته الإلكترونية على مواقع الإنترنت، مشاهد تذكرهم بأفعال القبائل المغولية أثناء احتلال أي مدينة ، قتل وأسر تعذيب وسبي، نهب وحرق وسلب، كل تلك الأفعال تتم لا لشيء إلا تفشيًا وانتقاما، القتل لاتفه الأسباب، وبأبشع طرق عرفتها البشرية بل زادوا في اختراع طرق أخرى أدهى وأمر، وأكثر خبثًا.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى