أراء حرة

ضيعة البغدادي الضائعة: أبطالها سارقون وقتلة جبناء

بقلم/ محمد سعد

هل سمعتم يوما بشخص اسمه ” محمد أبو إسناد”

بالطبع هو ليس أحد شخصيات المسلسل الكوميدي “ضيعة ضايعه” الذي يستعرض يوميات قرية وادعة يعيش فيها الممثل باسم ياخور وزملائه حياة تخلط بين البلاهة والطيبة المفرطة.

على عكس ذلك تماما فأبو إسناد هذا مجرم خطير تقلد مناصب قيادية في تنظيم داعش الإرهابي وجثم على صدور العراقيين الذين فقدوا حياة الوداعة حينا من الزمن في الموصل التي كانت تعرف بـ”أم الربيعين” لجمال وصفاء طقسها.

من حسن حظنا أن “أبو إسناد” وقع أسيرا لدى القوات العراقية ليروي روايته بنفسه، فالرجل بحسب كلامه إنه كان أحد اهمَ مقاتلي داعش وأمهرَهم في إستخدام سلاح الهاون”.

بل أكثر من ذلك فقد كان يقود كتيبة تابعة إلى قوات ما تسمى “خالد إبن الوليد”، وشارك في جميع معارك التنظيم منذ معركة سد الموصل، واُصيب مراتٍ عدة في المعارك مع الجيش العراقي”.

غير أن هذه الصورة القوية التي يحاول رسمها “لوحوش داعش” سرعان ما تتلاشى حين يتحدث أبو إسناد عن هروب قادتهم وبخاصة الأجانب تاركين صغار الجنود لمصيرهم رغم فتاوى تظليلية من شيوخهم إدعت أن القوات العراقية لن تتمكن من دخول الموصل وأن فتاوى صدرت بذلك.

أبو إسناد نفسه أضطر ليظهر على حقيقته متخليا عن صورة “القائد الشجاع” لينجو بنفسه حيث أدعى لإحدى العائلات أنه شخص مدني مُصاب وفقد عائلته فقدمت له العلاج وهكذا حشر نفسه وسط المدنيين محاولا الخروج خارج الموصل لكن القوات العراقية فضحت أمره وقبضت عليه.

هذا مثال فقط على شخوص “ضيعة داعش الضائعة”، لكن جراب الحاوي ملئ بأبطال أخرين وبطولات زائفة أخرى.

لكن المثير للإنتباه أن جرائم رجال البغدادي لم تقتصر على محيطهم الخارجي بل وصلت حتى داخل مجتمع دولتهم المزعومة، فقد كشفت وثائق عُثِر عليها في أماكن كانت تحت سيطرة داعش في ريفي حلب والرقة السوريتين الستار عن علاقات مالية فاسدة بين أعضائه وسرقة مبالغ مالية وثروات تجنى من خلال عمليات نصب واحتيال.

كما توضح هذه الوثائق ودعاوي طالت الأفرادِ العاديين وأمراء التنظيم تطالبهم بإعادة هذه المبالغ ناهيك عن فساد أفراد داعش في توزيع الكهرباء.

ففي وثيقة خرجت للعلن تظهر قيمة مالية تبلغ 10 الأف دولار استلمها شخص يدعى أبو عبد الله الشامي وتم تسجيلها في الوثيقة بمجهولة المصير. الوثيقة تضم عدة بنود أحدها يبين مبلغا قيمته 93 ألف دولار  استلمها داعشي أخر أبو إبراهيم الحربي ولم يعرف أين صرفت.

وفي وثيقة موجهة لوالي حلب وهي بحسب مرسلها لأمر في غاية الأهمية وتتحدث عن تاجر قطع الكترونية يدعى أبو حمزة الكازخستاني ويملك الكثير من المال وأنه أو شخص كان يعمل معه سوق الكثير من المال الذي منحه له التنظيم لجلب طائرة مسيرة وهرب خارج مناطق داعش.

فساد داعش طال شبكة توزيع الكهرباء حيث قام عناصره بعمليات نصب واحتيال، وكشفت إحدى الوثائق عن سرقة الكهرباء والمحسوبيات التي كانت يتعبها التنظيم في ذلك.

ووصل الفساد في هذا القطاع  إلى الدرجة التي صار فيها المتحكمون في شبكة الكهرباء يستعملونها في تقوية علاقاتهم الشخصية ومجاملة معارفهم داخل مجتمع داعش وذلك عبر إعطاء أمبيرات مجانية لعناصر التنظيم.
وتورد وثيقة “شبكة الكهرباء” معلومات عن ثروة مالية جناها القائم على مشروع الأمبيرات، وتبين كشوفات مالية وحسابات دون تفاصيل عن أماكن صرفها وكيف إضافة إلى أرقام كبيرة سلمت لأشخاص دون تقديم أي وثائق عن مكان صرفها أو إعادتها ومحسوبيات في توزيع الطاقة الكهربائية وتأخر في أحد المشاريع الكهربائية سرقات وفساد داخل التنظيم بهدف جني المال فقط.

هذه إذا دولة داعش المزعومة أو ضيعتهم الضائعة:  قتلة جبناء..مختلسون.. قادة فارون.

 

 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى