الأخبارتقاريرليبيا

الاختراقات الأمنية في بنغازي وبث الإشاعات المغرضة… من المسؤول ومن المستفيد

أخبار ليبيا24- خاص

إثر انتشار الأجهزة الأمنية واستعادة قوتها في مدينة بنغازي وإحساس مواطنيها بالأمن والأمان بعد توفر الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة في المدينة من كافة الأجهزة الأمنية تتافجأ بنغازي مساء السبت بتفجير قتل على إثره 4 أشخاص وأصيب آخرين وكان من بين القتلى الناشط الحقوقي رئيس المنظمة الليبية لمكافحة الفساد محمد بوقعيقيص.

الفقيد من مواليد مدينة بنغازي  وقد ترأس المنظمة الليبية لمكافحة الفساد عقب ثورة فبراير وأعلن أنه يحارب الفساد وهو من كان يقول إن النفط يباع دون عدادات وعلى إثرها تجرأ المدعو إبراهيم الجضران وقام بإغلاق النفط وتجرأوا الزنتان وأغلقوا خط الرياينة الزاوية، وكان بوقعيقيص أحد داعمي وقادة حملة “صفاء القلوب والنوايا” التي أطلقت مؤخرًا في مدينة بنغازي.

مكان التفجير

توفي بوقعيقيص مساء السبت إثر انفجار سيارته في منطقة الكيش قرب مقاهي يرتادها الشباب وهو مكان مكتظ ومزدحم وخصوصا في وقت الانفجار حيث يأتي الشباب للترويح عن أنفسهم واللقاء على “الأرقيلة” ومشاهدة المبارايات ولعب الورق ويبقون حتى وقت متاخر في تلك المقاهي،  ليس ببعيد عن ملاهي وألعاب مخصص للعائلات والأطفال للعب وقضاء أوقات ممتعة عنه ساحة كبيرة يرتادها الشباب لحضور عروض رياضة السيارات “التمتيع”.

قذيفة أم سيارة مفخخة

وكانت الأنباء متضاربة حول طبيعة الانفجار فتارة قيل أنها قذيفة سقطت على السيارة التي يستقلونها وتارة أخرى قيل أنه تم بواسطة عبوة وضعت تحت سيارته أدت إلى مقتله هو ومن معه، وأعلنت الجهات الرسمية أن التفجير ناتج عن قذيفة أصابت السيارة، في حين أكد شهود كانوا قريبين من المنطقة أن السيارة انفجرت ولم تسقط أي قذيفة عليها، وبناء على هذا أصبح هناك تخبط في المعلومات حول طبيعة هذا الانفجار.

وأكد نشطاء أنه من غير المقبول تصديق فرضية سقوط قذيفة على سيارة بوقعيقيص ورفاقه مؤكدين احتمالية تعرضه للاغتيال بواسطة عبوة وضعت تحت سيارته دون تحديد أسباب ودوافع هذا الاغتيال والمستسفيد منه، وبعد كل هذا الجدل أعلن مدير المكتب الإعلامي بإدارة البحث الجنائي بنغازي وليد العرفي أن التفجير كان بواسطة تفخيخ السيارة ومن ثم تفجيرها عن بعد مفندًا كل ما بث من فرضيات أخرى,

رفقاء بوقعيقيص في سيارته

ويرجح أن مع الفقيد محمد بوقعيقيص في السيارة أيضا الناشط منصور القناشي وهو صديق دائم لبوقعقيص، والعقيد محمد نتفه، فضلا عن إصابة عدد آخر من المدنيين الذين كانوا قريبين من مكان الانفجار، وكان من ضمن المتوفين جراء هذا الانفجار سالم أحمد أجبيل مفتش تربوي، وإسماعيل أصميدة و الجرحى هم محمد حسين جبريل، ونيس محمد أرحيم، عبدالرحمن محمد عمران، نعيم محمد حركات، سليمان جمعة الفيتوري، محمد رفيق “بنغلاديشي الجنسية”، عبدالكريم يونس، فتحي محمد الصويعي، فراس إدريس الشيخي، خالد صالح محمد.

إشاعات

وعقب هذا الانفجار بلحظات تواردت أنباء عن انفجار آخر في شارع 14 في منقطة الماجوري في منتصف المدينة مما زاد من ارتباك الوضع والشعور لدى الناس بالانفلات الأمني إلا أنه تم نفي وجود أي تفجير في تلك المنطقة بعد وقت قصير، الأمر الذي أثار الشكوك حول سبب إطلاق هذه الإشاعات التي تزيد الوضع سوء أكثر، وتولد إحساس لدى أهالي المدينة بعجز الأجهزة الأمنية أمام أول اختراق أمني، حيث خرجت إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي وهي من الصفحات التي يتابعها عدد كبير من المواطنين للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة وعميد بلدية بنغازي ومدير أمنها.

وتناقلت أيضا الصفحات الموالية للجماعات الإرهابية أخبار وإشاعات تفيد باغتصاب ومقتل شرطيتين في بنغازي فضلا عن العثور على ثمان جثث أخرى في المدينة غير الجثث الأخرى وتحاول من خلالها بث أخبار مغرضة تشعر بأن الوضع في المدينة غير مستقر وهو ماينفيه أهالي المدينة وماوثق خلال الفترة الماضية وأن هذا الاختراق يحدث حتى في أكبر وأقوى الدول المستقرة.

جثث في قارعة الطريق

الجدير بالذكر أنه عثر في مدينة بنغازي اليومين الماضيين على عدد تسعة جثث ملقاة في منطقة شبنة في شارع يعرف محليًا بشارع الزيت وعليها آثار الرصاص والتعذيب، وقد تم التعرف على عدد منهم فيما بقي الآخرون مجهولون، وهذه المشاهد أعادت إلى الأذهان الفترة التي عاثت فيها المليشيات الإرهابية بمدينة بنغازي اغتيالات وتفجيرات.

هويدي يتحمل المسؤولية

وكان مدير أمن بنغازي العقيد صلاح هويدي قد أعلن تحمله المسؤولية القانونية كاملة عن أي اختراق أمني وأنه مستعد للمسألة في أي وقت وأنه تحت القانون ، مشددا على الجهات المعنية فتح التحقيق وتحديد القصور والإهمال إن وجد.

وحمل هويدي المسؤولية كاملة لكل من قام بالإفراج عن أي مشتبه به في قضايا جنائية أو أمنية مطالبًا بسرعة تفعيل القضاء خاصة في قضايا أمن الدولة والمنتمين للجماعات الإرهابية والمتطرفة .

وأكد أن كل من يتم الإفراج عنه من المتهمين في قضايا الإرهاب والاغتيالات يصبح هدف مشروع لأحد أولياء الدم باعتبار أن السلطات الأمنية لم تأخذ له حقه، فضلاً عن اغتياله من قبل الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية كون المجني عليه أدلى بحقائق ومعلومات عن الإرهابيين ويعتبره مرتد واجب قتله .

وبين مدير أمن بنغازي أن غياب القضاء يحتم على أهل وذوي المجنى عليه باستيفاء الحق بالذات وقوة السلاح، مشيراً إلى أنه لا دولة بدون قضاء، مهما قدمنا من مجهودات وتأمين، إذا لم يتلقى الجاني عقابه ستذهب جهدنا أدراج الرياح سواء في القضايا الجنائية أو الأمنية .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى