الأخبارتقاريرليبيا

في حديث خاص لـ – أخبار ليبيا24 – الرعيض قبل أن يغادر طبرق: المؤتمر الوطني مخطئ وليبيا تعرضت لفتنة كبيرة ونحتاج إلى إدارة وعصا حتى يستقيم الناس

أخبار ليبيا24_خاص
التقت أخبار ليبيا 24 بالنائب عن مدينة مصراتة محمد الرعيض وأجرت معه حوار عن العيد من الأمور التي تخص المشهد السياسي الحالي و المستقبلي في ليبيا .

وأجرت أخبار ليبيا24 الحوار مع النائب الرعيض بتاريخ 31 يناير في مدينة طبرق بعد إطلاق سراحه حيث كان مختطفا من قبل أحدى العائلات بمدينة طبرق مقابل الإفراج عن أبناء تلك العائلة حيث سجنوا بمدينة مصراتة على ذمة أحدى القضايا وتم إطلاق سراح الرعيض دون قيد أو شروط .

وقد صرح الرعيض في وقت سابق فور إطلاق سراحه لـ أخبار ليبيا24 بأنه مستمر في عمله داخل البرلمان وكان هذا اللقاء للحديث عن العديد من المسئوليات التي تخص مختلف القطاعات بالدولة الدولة الليبية .

• ما هي أولويات الحكومة الجديدة ؟

أن أولويات الحكومة الجديدة تتمحور حول بسط الأمن وتوفير الاحتياجات الضرورية لدى المواطن الليبي وهذا من أهم أولويات الحكومة ، ولكن دخول الحكومة الجديدة لطرابلس هو من أهم تلك الأولويات أيضا، حيث يحتاج تواجد الحكومة بالعاصمة العديد من الترتيبات فضلا عن إقناع من هم متشبثين بالسلطة مثل المؤتمر الوطني العام أو حكومة الإنقاذ، وأنا شخصيا اعتبرهم العقبة الأولى أمام الحكومة الجديدة ووجودها بطرابلس .

• مجلس النواب لم يجيز الحكومة بتشكيلتها الحالية، إذا ما هي الخيارات المطروحة على المستوى السياسي في ليبيا ؟
الآن على المجلس الرئاسي أن يشكل حكومة جديد أقل عددا و أكثر كفاءة، لأن ما لوحظ في التشكيل السابق للحكومة هو التوسع في تشكيلها من حيث عدد الوزارات فضلا عن عدم وجود كفاءة لدى بعض منها، ونحن لا نحتاج إلى هذا العدد من الوزارات، فالتشكيل السابق كان إرضاء لبعض المناطق وهذا بطبيعة الحال شيء صعب للغاية فإرضاء الجميع غاية لا تدرك، ولذلك على المجلس الرئاسي تشكيل حكومة مصغرة تكون كحد أقصى مكونة من 14 أو 15 وزارة مركزة بذلك على وجود الكفاءات بها والابتعاد عن الجهوية واللجوء إلى تقسيم الحصص بطريقة عادلة بين المناطق .

• ما هي الصعوبات والعراقيل التي ستواجه حكومة الوفاق في المرحلة القادمة ؟
أن الحكومة أتت في مرحلة صعبة جدا وعليها حلحلة العديد من المشاكل، ولكنها حكومة معترف بها من المجتمع الدولي،وبالتأكيد سوف تقوم بتوحيد البلاد، فضلا عن إيجاد الحلول للعديد من العقبات التي تواجه البلاد، لكنها قد لا تستطيع تغيير الأوضاع في ليبيا بشكل كبير لكن وجود حكومة معترف بها دوليا أفضل من عدمه، وإذا ما تم قبولها سيكون هنالك تغيير إلى الفضل في ليبيا .

• هل ترى أن الحكومة ستستطيع بدء عملها من طرابلس بكل سهولة ويسر ؟

من الضروري أن تبدأ الحكومة العمل من العاصمة طرابلس وإلا سوف تعد حكومة منفى و لن يتم قبولها، ولكن إذا استطاعت الحكومة فعل ذلك فسوف تخضع لها كل المدن الليبية سيسير عملها نحو الأفضل .

• انخفاض إنتاج النفط أثر بشكل سلبي على البلاد، فما هي الإجراءات التي سيتم إتباعها للإعادة تصدير النفط ؟
في دولة مثل ليبيا نحتاج إلى إدارة جيدة وإذا ما توفر ذلك فلن نحتاج إلى النفط مطلقا، والعديد من دول العالم تعدادها السكاني أكثر بكثير من الدولة الليبية وليست لديها أي موارد ولكنها قادرة على تسيير أمورها بشكل منظم وهذا يعتمد على الإدارة الحكيمة وتعد دول مزدهرة مثل المملكة الأردنية لا يوجد بها نفط ولا موارد ولكنها استطاعت أن تكون دولة مزدهرة عن طريق تفعيل العديد من الخدمات للمواطن فضلا عن استثمارات القطاع الخاص، فإذا ما تم أتباع نفس الخطوات للنموذج الأردني في ليبيا مع الاهتمام بالسياحة والموانئ فستستطيع ليبيا الاستغناء عن النفط تماما .

• شن تنظيم الدولة الإرهابي هجوما ضد الهلال النفطي الفترة الماضية فما هو الهدف من ذلك ؟

أن حجم المؤامرة كبير بالنسبة لليبيا والتنظيم يريد الاستفادة من ثورات البلاد لصالحة، ولذلك كانت مدينة سرت هي من وقع عليها اختيار التنظيم باعتبارها مدينة صغيرة، والآن يحاول التنظيم السيطرة على الموانئ النفطية مثل السدرة ذلك لن تلك الموانئ لا يوجد بها حماية تستطيع صد هجمات التنظيم، ولذلك يسعى التنظيم للسيطرة عليها باعتبار أن النفط هو عامل مهم جدا في ليبيا .

• لماذا لم يكن هناك ردا منظم من قبل الجيش الوطني على هجمات التنظيم خلال الفترة الماضية ؟

في حقيقة الأمر السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو هل لدينا جيش وطني ، أنا لا أرى أن ليبيا تمتلك جيش وطني، بل تحتاج على حكومة واحدة ودولة واحد وجيش واحد ، والآن ما يحدث هو الانقسام والمنطقة الشرقية بها الكثير من الحروب خاصة في بنغازي ودرنة ، لذلك ليس ما هو موجود يسمى بالجيش الوطني، و يجب أن نعمل على بناء الجيش الواحد والدولة الواحدة التي تستطيع أن تتغلب على كل الصعوبات التي تواجه البلاد، فا لهدف من الجيش الوطني هو الدفاع عن ليبيا وليس بحروب تقع داخل المدن سواء الغربية أو الشرقية فما حدث السنة الماضية هو كارثة أدت إلى قتل الليبيين،ولذلك يجب أن يتم العمل على بناء الجيش والشرطة تحت قيادة واحدة والابتعاد عن كل الشخصيات الجدلية سواء في الشرق أو في الغرب .

• ما هي الصيغة المناسبة للحوار والتي يجب تطبيقها على المؤسسات داخل البلاد بما في ذلك الجيش ؟
أن الاتفاق الذي تم في ليبيا حدد فيه كل نقاط الخلاف ، ونحن عملنا على تجميع العديد من الضباط من مختلف أنحاء ليبيا ونحن ننتظر أن يضعوا خطة واضحة لتكوين وبناء الجيش في ليبيا ، ولكن ما نراه الآن في قطاع الشرطة هو أنظام عشرات الآلاف من الأفراد ولكنهم فقط أسم على الورق ويتقاضون رواتب بدون عمل .

• على أعضاء المجلس الرئاسي إيجاد طريقة لتسهيل عمل الجيش فما هي تلك الطريقة وكيف يمكن تطبيقها ؟
إن أمر ذلك في غاية البساطة، فإذا قررنا بناء الدولة الليبية فعلينا فيجب أن نبتعد عن كل ما هو جدلي في ليبيا فنحن لا نريد ذلك فاتفاق الصخيرات والحوار الليبي ركز على الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص سواء في الشرق أو الغرب الليبي حتى وان كان لهم فضل كبير على البلاد، ولذلك عليهم أن يبقوا بعيدا عن السلطة وربما من الممكن أن يبقوا كمستشارين أو يضعون الخطط لبناء الدولة ولذلك على الحكومة الجيدة أن تضع أشخاص طبقا للقانون وأن يعمل هؤلاء في ضل القانون .

• هل هناك اختلاف داخل المجلس الرئاسي حول بعض الأشخاص في الحكومة الجديدة ؟
بالتأكيد هناك اختلاف وهذا ما جعل من تشكيل الحكومة يتأخر كل هذا الوقت، وأتمنى لا يتم تأجيلها مرة أخرى وان يتم تطبيق الاتفاق السياسي وعدم الخروج عنه على أن يصبح هو المرجعية لأعضاء المجلس، ذلك لأن الاتفاق السياسي تم إعداده في مدة زمنية طويلة قرابة العام والنصف ، فضلا عن أن من قام بإعداده سواء داخل أو خارج ليبيا هم أشخاص ذوي خبرة سياسية واسعة وكفاءة عالية، ولذلك أتمنى أن يتم التقيد بتطبيق هذا الاتفاق وعدم الخوض في مناقشة بنوده.

• كيف يمكن التغلب على المشاكل الحاصلة في البلاد وتمكين الحكومة من البدء في أعمالها ؟
من الضروري أن تتوحد النوايا على ذلك أولا ثم البعد عن الجهوية و المناطقية ، وإذا ما وضع المسئولين ليبيا نصب أعينهم فبالتأكيد سيصلون إلى حل مناسب وذلك سيمكنهم من توحيد المصالح في البلاد .

• ما هي المساعدة التي سوف يقدمها المجتمع الدولي لليبيا وهل تحتاج الدولة إلى رفع حظر الأسلحة المفروض عليها ؟
إن ليبيا لا تحتاج إلى الأسلحة، بل تحتاج إلى شرطة وإدارة وتدريب، وهذا أيضا ما سوف نحتاجه من المجتمع الدولي كالمعونات الفنية والإدارة الصحيحة لمؤسسات الدولة سواء وزارة الداخلية أو مؤسسات الجيش فربما نحتاج أسلحة خفيفة للشرطة ولكن ليس لسلاح ثقيل، فنحن لسنا بصدد حرب ولن نكرر تجربة القذافي عندما كان السلاح مكدس لديه حتى صدأ ثم استعمله ضد الليبيين .

• هل هنالك مخاوف من الانقسام في ليبيا ؟
من وجهة نظري أن التلاحم الموجود بين المدن والقبائل الليبية يؤكد عدم وجود أي بوادر للانقسام فالكل يعرف أن ليبيا تمر بوقت حرج تحتاج فيه لوقوف الجميع صفا واحد وهذا ما لمسته شخصيا في الأيام القليلة الماضية وحتى هذه الأيام ، لذلك فمن المستبعد تمام وجود أي نوايا للانقسام في ليبيا .

• ما هي التحديات التي تواجه إنشاء دستور جديد للبلاد ؟
أنا لست مقتنعا بإنشاء دستور في وقت الحرب فالدستور يعد في أوقات السلم، وأيضا أعداد دستور يحتاج إلى توحيد المصالح والتقارب وليس الاختلاف أو النظر إلى المصلحة الشخصية أو الجهوية، فضلا عن أن أعداد دستور بلجنة مثل لجنة الستين لا يمكن أن يكون صحيحا فكل دول العالم إذا ما أرادت إعداد دستور يتم اختيار أشخاص متخصصين في ذلك الشأن والنظر لتجارب الدول الأخرى، فما قام به المؤتمر الوطني العام عند أقرار انتخاب لجنة الستين هو خطأ كبير ومضيعة للوقت في حق ليبيا، أن ليبيا تعرضت لفتنة كبيرة ونحن إذا ما كنا احترمنا دستور الله سبحانه وتعالى ما كان تم قتل 5000 في عام واحد ومالا يأخذ بالسلطان يؤخذ بالقرآن ، لذلك نحن نحتاج إلى إدارة وعصا حتى يستقيم الناس .

• هل ستكون حكومة الوفاق هي الفرصة الأخير للخروج بالبلاد من أزمتها الحالية وتجنب تحويلها لدولة فاشلة ؟
أنا أتمنى أن يتم تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ، وبالتالي أعتبر أن الحكومة أخر فرصة لليبيين في أن يقوموا بتوحيد الدولة، وأن فشلت الحكومة سنتحول إلى دولة فاشلة وبالتالي يطبق النموذج العراقي النفط مقابل الغذاء وسيتم تعيين مسئول لبيبي من قبل الأمم المتحدة وسيكون مسئول عن البنك المركزي وتعيين الوزارات الخارجية وسيكون وفي عدم وجود النفط فسيتم الاستعانة بالبنك الدولي وستكون هنالك ديون على ليبيا بعشرات المليارات مثل ما حدث في العراق، لذلك يجب أن يتم نكران الذات ولابد من التوافق .

• تعرضت للاعتقال لمدة ثلاث أيام فماذا تقول في ذلك ؟
أن ما حدث لي يحدث أيضا في جميع أنحاء المدن الليبية للأسف الشديد ، ولم أكن أتوقع أن تقوم سيارتين بتتبع عضو برلمان واقتياده لمكان مجهول، وأشكر كل من سعى للإفراج عني ، ولكن هي جريمة كبيرة لم أكن أتوقع حدوثها وأنا لا أتحمل أخطاء الأخريين وحتى وأن وجد الخطأ ، ولكنني اعتبرت انه شيء طبيعي في دولة لا يوجد بها قانون ولا جيش ولا شرطه ولا حكومة واحدة، وأنا تحملته من أجل الوطن، وأتمنى أن لا يحدث هذا الأمر مرة أخرى في كل المدن الليبية سواء لي أو لغيري، وأتمنى أيضا أن يعرف الجميع أنه لا توجد منطقة أمنة في ليبيا بدون حكومة واحد وجيش واحد، وما رأيته من حسن تعامل واهتمام من أهالي طبرق أخجلني جدا وهو أكثر مما كنت أتوقع وزادني إصرار على حضور جلسات البرلمان والاستمرار في العمل بدون أي انقطاع أو تغيب عن الجلسات .

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى