الأخبارتقاريرليبيا

هل أزمة الخبز في طريقها إلى الإنتهاء ؟

أخبار ليبيا 24 – خاص

“واقفًا يشكو تضرره من تأخر المرتبات وآخر يروي ما حدث له من مواقف مضحكة وأخرى محزنة”، ليس مجلس للحديث وإنما طابور للحصول على رغيف الخبز أمام أحد مخابز بنغازي.

حديثًا تلو آخر أحدهم شيق وآخر ممل قبل مطلع الصباح في الشتاء البارد، ولازال المخبز لم يفتح حتى الآن، إلا أن مبتاعي الخبز ينتظرون دورهم في الطابور حتى يفتح المخبز ويجهز الخبز لإطعام عائلاتهم.

أزمة الخبز لم تكاد أن تنفرج في بنغازي وقد تكون بالمنطقة الشرقية بأكملها منذ أكثر من سنة، نتيجة عدم إعطاء المطاحن مستحقاتها من قبل صندوق الموازنة، والذي بدوره ليس لديه رصيد مالي.

ويعاني سكان المنطقة من نقص الخبز جراء هذه الأزمة، حيثُ اعتاد بعضهم لصناعة الخبز بمنازلهم، وأصر آخرين على الاصطفاف أمام المخابز المفتوحة، وشراء أنواع مختلفة من الخبز غير المعتاد في السابق.

سالمة إحدى المواطنات بمدينة بنغازي تقول لـ”أخبار ليبيا 24″، إنها تصطف بشكل دائم على المخبز القريب من منزلها منذ الصباح إلا أن ما يحدث بين الحين والأخر أمام المخبز كـ”حدوث مشاجرة” بسبب الطابور تجعلها تخشى من المجازفة مرة أخرى حتى لا يلحق بها أي ضرر.

بينما تروي حنان بعض المواقف السيئة التي تحدث لها أمام المخبز خلال الساعات الطويلة التي تقضيها وقد لا تتحصل على الخبز بعد ذلك، مما يجبرها أن تعتاد على تحضير الخبز بالمنزل.

ولتزداد تلك المعاناة رفعت معظم المخابز، أسعار الخبز ليصبح رغيف الخبز بربع دينار في بعضها بدلًا من 5 قروش، ناهيك عن قفل معظم المخابز أمام المواطنين، لتشهد المخابز العاملة طوابير من المشترين طويلة جدًا لشراء الخبز.

وفي ظل ذلك يستغل ضعاف النفوس هذه الأزمة ويقومون ببيع الدقيق المدعوم من قبل صندوق موازنة الأسعار، بالسوق السوداء لتقوم بشرائه المخابز التي لها نشاطات أخرى غير الخبز من صناعة الحلويات وغيرها.

احتجاجات المواطنين لأشهر لم تلقى أذنا صاغية من قبل المسؤولين عن الدولة وجميعهم اكتفوا بالوعود في النظر إلى هذه المشاكل، بينما من يقع عليهم الدور محليا وداخل مدينة بنغازي لم يقفوا مكتوفي الأيدي حيث استدعى مركز الحرس البلدي البركة في بنغازي أصحاب مصانع الحلويات في نطاق المركز وتم أخذ تعهدات عليهم بعدم استعمال الدقيق المخصص للمخابز، وبالمقابل سمح لهم بشراء الدقيق من مطاحن الدقيق بشكل مباشر على شكل عبوة الكيلو الواحد وبشكل قانوني.

وأوضح المكتب الإعلامي بالجهاز أن هذا التعهد سيشكل نقلة نوعيه لقطع الطريق أمام تجار السوق السوداء، حيث لا يستحق صاحب مصنع الحلويات، أن يشتري الدقيق من السوق السوداء بينما يوجد في المطاحن وبسعر أقل من السوق السوداء.

ويعتبر طابور الخبز من أحد أبرز الطوابير التي تشهدها بنغازي تزامنًا مع طوابير أخرى على الغاز والبنزين والمصارف والعيادات العامة، حتى تكاد لا تخلوا المدينة من الطوابير.

إلا أن الحكومة الليبية المؤقتة لم تطيل صمتها بخصوص موضوع الخبز ونقص الدقيق، حيثُ توقع المتحدث باسم الحكومة حاتم العريبي أن تخلو مخازن صندوق موازنة الأسعار من السلعة مع شهر فبراير المقبل ما لم يفتح المصرف المركزي في طرابلس الاعتمادات لتوريد بذور القمح على وجه السرعة.

وأوضح العريبي في تصريحات صحفية – أن آخر شحنة من القمح وصلت إلى ليبيا كانت بتاريخ 21 أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن مختلف المصارف التجارية العاملة عاجزة عن فتح أية اعتمادات للتجار والمطاحن وصندوق موازنة الأسعار لاستيراد البذور لحل الأزمة الخانقة، بسبب سياسات مصرف ليبيا المركزي في طرابلس.

من جهته، أكد مسؤول المكتب الإعلامي بمصرف ليبيا المركزي بمدينة البيضاء حسام الدين الزوام، شروع المصرف في سداد المستحقات العالقة لعدد من شركات المطاحن والدقيق، من قِبل صندوق موازنة الأسعار وذلك منذ عام 2014 حيث تمت الموافقة عليها من قبل ديوان المحاسبة، والتي تبلغ قيمتها71 مليون دينار.

وأضاف الزوام أن المصرف سوف يقوم بتقديم المستندات الخاصة بالشركات والتي تضمن عدم ازدواجية السداد سابقًا، لافتًا إلى أن هذا الإجراء جاء بناءً على ما تم الاتفاق عليه مع وزارة المالية والتخطيط بالحكومة المؤقتة بشأن إقراض القيمة المرصودة من قبل مصرف ليبيا المركزي وذلك نتيجةَ العجز عن سداد حقوق عدد من شركات المطاحن والدقيق في البلاد .

وفي حال صرف ليبيا المركزي مستحقات المطاحن قد تنتهي أزمة الدقيق والخبز، ليتوفر الخبز كما في السابق حتى في محلات المواد الغذائية لتختفي طوابير الخبز، ويحظى المواطن برغيف الخبز الذي لا طالما انتظره بالساعات.

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى